اساسيات تصميم المطابخ

اساسيات تصميم المطابخ

مساحة المطبخ تهم ربة البيت بدرجة أكبر من إهتمامها بأي جزء اَخر في المنزل و لما لا و هو المكان الذى تقضي فيه معظم وقتها ، و تبذل داخله جهداً كبيراً في تجهيز و إعداد الطعام .
و تقدم من خلاله الوجبات و التغذيه السليمه التى تحتاجها الأسرة لمواصلة الحياه و العمل و النمو و لا يخفى علينا أنه في أحيان كثيره قد يمثل المطبخ و ما يتم فيه من وجبات لرب الأسره سراً من أسرار السعادة الزوجية أو سبباً مباشراً من أسباب الخلافات الزوجيه قد تجعل البيت جحيماً و بالتالي فمساحة المطبخ تؤثر بشكل مباشر على راحة ربة البيت و كفاءتها في تحضير و إعداد هذا الطعام و الحفظ و التخزين لما يتطلبه إعداد الوجبات المختلفه .
و يبدأ تصميم المطبخ مع بداية التصميم المعماري الكلى للمنزل أو الشقه من حيث تحديد مساحة المطبخ ، فالمطبخ صغير المساحة يعد مشكله كبرى بالنسبه لربة المنزل حيث لا يوفر لها المساحة الكافية و المكان المناسب للأثاث و الأجهزه ، كما لا يوفر لها حريه الحركه أثناء القيام بأعمالها ، حيث التخزين و التحضير و الإعداد و الغسيل و الطهى و كذلك التهويه و الاضاءه.
و فى العاده تلعب مساحة المطبخ دوراً كبيراً في الإقبال أو العزوف عن شراء اوحدة السكنيه أثناء التسويق لها ، كما تؤثر أيضاً على موافقة و رضا صاحب البيت على التصميم المعماري.
و كما أن المساحة الصغيرة للمطبخ تعد مشكلة ، فالمساحة الكبيرة بدون الإستغلال الأمثل تمثل مجهوداً إضافياً يرهق ربة المنزل و يتعبها حيث تقطع مسافات سير طويلة إذا لم ترتب عناصره و مكوناته بطريقة تسلسلية بالنسبة لعلاقة الإستخدام ، كالعلاقة بين الثلاجة و الحوض و جهاز الطهى و منضدة التجهيز و الإعداد.

- و تحدد قوانين التنظيم و البناء الحالية فى مصر الحد الأدنى لمساحة المطبخ بثلاثة أمتار مربعة ( 3 م2 ) بحيث لا يقل عرضة عن 1.20 متراً ، و بذلك يكون طوله 2.50 متراً ، أى أن أقل أبعاد قانونية للمطبخ عبارة عن
1.20× 2.50 م و يمكن أن تكون هذه المساحة مربعة حوالى 1.73 × 1.73م ، أو 1.50×2.00 م و هكذا و هذا بالطبع في الوحدات السكنيه الإقتصاديه محدودة المساحة و الإمكانيات ، و تعد هذه المساحة صغيرة و غير كافية لإستيعاب الأثاث و الأجهزه ،  و كذلك غير كافىة لربة المنزل للقيام بأعمالها في سهولة و يسر . و كثيرأ ما شاهدنا تعديلات تجرى داخلى المنزل لتلافي تلك الأخطاء و العيوب .
- أما إذا أردنا أن نصمم مطبخاَ معقولاً فمطبخ بمساحة ستة أمتار مربعة ذات أبعاد 2.00 × 3.00 م يناسب أسرة صغيرة و كلما كبرت المساحة كلما أتاحت فرصة أكبر للراحة و إستيعاب الأثاث و الأجهزة ، كما تمكننا من إضافة ركن لتناول الطعام بشكل سريع أو منضدة أو كاونتر يمكن ربة البيت من التقطيع و التحضير و هي جالسة بدلاً من الوقوف لساعات طويلة مما يصيبها بالتعب و الإرهاق ، و يمكن عمل مطبخ مربع الشكل3 × 3 أو 4 × 4 أو5 × 5 م مثلاً و لكن غالباً ما يفضل الشكل المستطيل للمطبخ ذات أبعاد 2 × 3 أو 3 × 5 أو 4 × 6 م حسب ما تسمح به المساحة الكلية في أطار التصميم المعماري العام للوحدة السكنية .

يتطلب عند البدء في اختيار تصميم المطبخ ان تتم مراعاة أساسيات هامة منها ، اماكن الفتحات كالأبواب و الشبابيك مع تحديد أماكن توزيع وحدات و أجهزة المطبخ المحتلفة.

و هذه مجموعة من العناصر الأساسية التى ينبغى مراعاتها عند تصميم المطبخ:

الأدوات الكهربائية:

قبل اختيار الأدوات الكهربائية كغسالة الأطباق و البوتاجاز و الثلاجة و غسالة الملابس و الشفاط ينبغى التركيز على تحديد أماكنهم داخل المطبخ ، لأنهم عناصر العمل الأساسية داخل المطبخ .

و من الضروري مراعاة توافر مسافة قريبة بين الموقد و الثلاجة لكثرة الاحتياج إليها أثناء العمل بالمطبخ.

الوحدات الخشبيه :

من المفضل ان يتم اختيار و حدات مصنوعة من الأخشاب التى تتميز بالصلابة و تحمل الأبخرة و الرطوبة و كذلك درجات الحرارة العالية و من أنواع الخشب التى يفضل العمل بها في المطبخ ( القرو ، الزان ) و تعتبر أكثر الأخشاب ملائمة نظراً لصلابتهم و قلة نسبة الرطوبة فيها بجانب أن معامل الانكماش و التمدد في تلك الأنواع من الأخشاب يكون أقل .

 

أسطح الوحدات:

الجرانيت و الرخام :

يعتبر الجرانيت و الرخام من أكثر المواد ملائمة لأسطح الإعداد و التجهيز داخل المطبخ ، و يرجه ذلك لأنهم أكثر المواد صلابة و أقلها تأثراً بالرطوبة و الحرارة و يفضل استخدام الجرانيت لقلة قابليته للتاَكل و صلابته وبقاء اللمعة مده اطول بكثير بهد الجلاء و تعدد ألوانه و عدم تأثره بالمواد الحمضية .

و لا ينصح بأستخدام الرخام الفاتح لتغير ألوانه و هناك مواد صناعيه بديله للرخام و الجرانيت مثل الكوريان و يمتاز بتوافره بألوان متعددة ، و لكنه يتأثر بدرجات الحراره العالية و يفقد بريقه مع الاستخدام و لكن يمكن إعادة تليمعه و إصلاح أي شروخ أو كسر به بصورة أسهل من الجرانيت و الرخام .

الفورميكا:

مميزاتها :تستخدم الفورميكا في كسوة وحدات المطبخ من الداخلى باللصق كما انها تعطي سطح لامع سهل التنظيف خالى من العيوب التقليديه الموجوده في الخشب.

عيوبها : حدوث انفصال في حالة ضعف أو سوء مادة اللصق و في حالة وجود رطوبة.

الألومنيوم:

يتميز بمقاومته العالية للماء كما أنه غير مسامي ، و بالتالي فهو غير قابل لبقاء الحشرات و كذلك مقاوم للحريق بجانب قوة تحمله و سهولة استبدال أي جزء معيب من ظاجزائة و قت الصيانه و سعره مناسب .

الستانلس ستيل:

مميزاته :أسطح الستانلس ستيل تتميز بكونها مقاومه للحرارة ، و بالرغم من ارتفاع أسعارها ، إلا أنها من الوحدات المرغوبة لطول عمرها و قوة تحملها و مقاومتها للصدأ.

عيوبه : يحذر التقطيع على أسطح الستانلس ستيل بجانب أنها مزعجة أثناء الاستعمال.

مثلث الحركة في المطبخ 

في الستينات من القرن العشرين تنبه مصمموا المطابخ العالميون إلى المسافات الطويلة التي يقطها كل من يستخدم المطبخ و في سياق البحث عن حلول لهذه المشكلة تبين أن توزيع تصميم المطبخ انطلاقاً من مثلث حيوي مقسم إلى مناطق محددة على رأس كل منها يتم إنجاز نشاط محدد.
من المعروف ان المطبخ مكان تكثر فيه الحركة و مهمت كان تصميم مطبخك يفضل أن يراعى دائماً عند تصميم المطابخ ما يعرف بمثلث الحركة و ذلك لتحقيق سرعة و مرونة أكبر أثناء العمل في المطبخ فتأخذ الحركة داخل المطبخ شكل عملي أكثر كام انه يعمل على التقليل من عدد اتنقلات داخل المطبخ و يجعلها مقتصرة على المهم و الضروري فقط.
و هذا المثلث يسمح لشخصين على الأقل باستخدام المطبخ في نفس الوقت لغرضين مختلفين دون أن يضايق احدهما الاَخر أثناء حركته داخل المطبخ .
المعروف أن في المطبخ ثلاث محطات عمل أساسية هب :
- حوض الغسيل .
- الثلاجة .
- الموقد .

و هذه المحطات هي ما يشكل رؤوس المثلث الثلاثة بحيث تقاس أضلاع المثلث من مركز كل من حوض الغسيل ، الثلاجة ، الموقد .

بحيث تكون الثلاجه في أقرب مكان للباب ، فلا يضطر من يريد استخدامها للمرور إلى داخل المطبخ ، ويكون حوض الغسيل في أقرب مكان للإضاءة او الشباك ، أما الموقد ففي أقرب مكان لمصدر التهوية.

و لأفضل النتائج يفضل أن يتراوح المثلث من (4 : 8 متر) و كل ضلع للمثلث يجب أن لا يقل طوله عن (1.25م) و لا يزيد عن (2.75م) .
الأبحاث و الدراسات في هذا المجال توالت على مر السنين بقصد التحسين الدائم و صولا إلى اعتماد القواعد العلمية الصحيحه التى توفر أفضل أداء بأقل مجهود عضلى ممكن .
إحدى أهم هذه الدراسات التى أجريت في هذا المجال كانت على يد الباحث " Eric Chevzlier " و فريق العمل معه حيث انكبوا على مراقبة مختلف شرائح المجتمع الأوروبي عند استخدامهم المطابخ و توصلوا إلى النتائج المهمه التى اعتمدتها الشركات العالمية المصنعة .
و الجدير بالذكر هو أن هذه الدراسات أجريت على 90 % من الراشدين اذين تتراوح قامتهم بين ( 1.51- 1.83)، كما قدمت هذه الدراسات حلولاً عمليه للذين تقل قامتهم عن هذا المعدل العام أو تزيد.
أولى الملاحظات المرتبطة بتصميم المطبخ تبين أن اعتماد توزيع مختلف يرتكز على شكل المعين " Lozange " بدل المثلث لتوزيع الوظائف هو أفضل وفيه يكون لكل من أضلاعه خصوصيه :
الضلع الأول : منطقة التحضير الجاف الذي لا يتطلب استعمال الماء.
الضلع الثاني : منطقة التحضير الرطب و تقع في محيط الجلى .
الضلع الثالث : منطقه الطهو و تحيط بفرن الغاز و مستلزماته.
الضلع الرالع : منطقة توضيب المأكولات و تحيط بالبراد و الثلاجة.

المؤكد أنه ليس من الضروري التقييد الدقيق بهذا التوزيع فقد تفرض مساحة المطبخ ظروفاً خاصة إنما ينصح بجمع أكبر عدد من المعدات الضرورية لكل منطقة ضمن حدودها الخاصة .

أهمية هذه الأقطاب الأربعة نابعة من نسبة الوقت الذي نمضيه يوميا فيها.

الوضعية الصحيحة :

الاستنتاج الثاني لهذه الدراسات أرتكز على إثبات أن المطبخ المريح هو الذي يؤمن إنجاز مختلف الوظائف بأفضل وضعية للجسد ، أي بظهر مستقيم قدر المستطاع ، و دون حاجة الى طي الرجلين و الانحناء مراراً و تكرالأاراً.

من هذا المنطق ، برز العنصر الأساس للمراقبة و هو ملاحظة أنا الراحة الجسدية المثلى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً براحة المنطقة الممتدة من قلب الانسان الى أعلى فخديه.

ما يعني أن استخدام المطبخ من قبل أشخاص متفاوتي القامة يحتم دراسة المقايس بحيث تكون أكثر توافقاً مع المجموع ، أي  بتفادي المقاييس القصوى لكل واحد و اعتماد تلك المشتركة أو الواقعة ف ي حدودها التقريبية.

مساحة التوضيب :

لحسن الحظ ، لا تعتبر أكثر من ربع وضعيات الجسد مزعجة ، في هذا المجال و هي تنحصر بشكل خاص في عملية توضيب لوازك المطبخ و الواقع أن بعض هذه الوضعيات قد يعرضنا للمخاطر كأن يقوم شخص طويل القامة بتناول الأغراض الثقيلة المخزونة في عمق الخزائن السفلية معرضاً ظهره للأذي أو أن يقوم شخص قصير القامة بتناول أغراض من المواقع العليا التى يزيد ارتفاعها عن 160سم و البعيدة عن مجال الرؤية الواضحة فهذه من العمليات التي تعرض جسد الانسان لمجهود مضاعف و مخاطر محتملة .

و قد بينت الدراسة التى أجراها Eric Chevzlier أن مساحة التوضيب المثلى لغالبية الناس أي الذين تتراوح قاماتهم بين 151 و 83 سم تقع على ارتفاع يتفاوت بين 90 و  160 سم ، و قد تصل الى 198 سم لذوي القامة الطويلة .

أهم الحلول التى تقدمها مصانع خزائن المطابخ ترتكز على تخصيص المساحة المريحة لتوضيب الأغراض الأكثر استعمالاً في المطبخ من ناحية ، و تزويد المساحات الخارجة عن هذه الميزة بسكك جرارة تخرج مخزونها بوضوح ما يسهل تناولها دون عناء أو خطر .

 ارتفاع الواحدات السفليه يصل الى 99 سم و ينصح بألا يزيد عمق مساحة التحضير عن 64 سم لأن ذوي القامة القصيرة سيلقون صعوبة في الوصول الى اقصاها.

بالنسبة الى المجلى يفضل اعتماده بحيث يرتفع قعره 82 سم عن الأرضية و نظرأ لكون عمق المجلى يندرج بحدود 15 سم يكون الاستنتاج المنطقى أن الخزانة التي تحمل المجلى ، تتطلب تصميماً يمنحها بحدود 97 سم .

الجلاية و الفرن :

من الضروري تثبيت الجلاية على ارتفاع مدروس فالواقع أن اختيار موقع الجلايه بحيث يكون أسفلها على ارتفاع 60 سم من الأرضيى يسمح باستخدامها بسلاسة أكبر ، فهذه الوضعية توفر على الظهر مزيداّ من العناء جراء الانحناء المتكرر كما تسهل عملية صف أو اخراج الأواني .

الفرن يتطلب هو الاّخر موقعاً في مساحة مرتفعهة أما اذا كانت مساحة المطبخ ضيقة و لا تسمح بوضع أكثر من عنصر واحد في موقع مرتفع  فيستحسن منح الأفضلية للجلاية لا الفرن  لأن استخدامها لا يقل عن مرتين يومياً فيما استخدام الفرن لا يزيد عن مرتين أسبوعياً .

النفايات :

موقع و كيفية رمي النفايات في المطبخ سؤال يحمل أجوبة عدة تفتقر كل منها إلى الحل الأمثل و الأشمل ، أحد هذه الحلول يكمن في أنظمة مدروسة لرمي النفايات بحسب نوعيتها ضمن مستوعبات مثبتة تحت محيط المجلى ،يمكن فتح بابها بضغط بسيط من الركبة على الباب مباشرة هذا الحل عملي جداً و مدروس .

 لولا ضرورة الانتقال المتكرر الى هذه المنطقة لرمي النفايات ما يعني مزيداّ من الحركة و لا سيما في المطابخ الواسعة كما أن هذه المستوعبات غالباً ما تكون صغيرة نظراً لوجودها ضمن خزانة محددة المساحة لدعم هذا الحل ، يمكن اللجوء الى مكب صغيرة للنفايات يوضع في منطقة التحضير ، خاص بالقشور و النفايات الصغيرة يوفر على مستخدم المطبخ المزيد من التنقل،و في الأسواق كذلك مستوعبات كبيرة للنفايات تشكل عنصراً تزيينياً جميلاً ، في المطبخ لكن يعيبها أنها لا تسمح بفصل مختلف أنواع النفايات كما أن أحجامها الكبيرة لا تناسب المطابخ الصغيرة و المتوسطة و غالباً ما تشكل عائقاً للحركة .

الجديد المقترح اليوم هو تصميم وحدات نقالة ، خاصة بالنفايات يمكن توضيبها في مساحات مختلفة خاصة بها متوفرة ضمن التصميم العام للمطبخ بحيث يتم جرها الى حيث الحاجة لها و توضيبها في موقعها ، حين لا تعود الحاجة لها ملحة.

و دمتم سالمين ......